اقرأ المحتوى بدون اعلانات والمزيد من المميزات عند الانضمام للتليجرام (دوس هنا)

Uncategorized

رواية وكأنها عذراء لم يلمسها أحد الفصل 27/28/29/30 بقلم اسما السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

اقرأ المحتوى بدون اعلانات والمزيد من المميزات عند الانضمام للتليجرام (دوس هنا)


رواية وكأنها عذراء لم يلمسها أحد الفصل 27/28/29/30 بقلم اسما السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 

رواية وكأنها عذراء لم يلمسها أحد الفصل 27/28/29/30 بقلم اسما السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 

حال إبراهيم كان يدمي القلب، اطمأن عليها، ولم يطمئن، صمتها، وشرودها، ورفضها حتى لتلقي العلاج والبقاء هنا للراحة غير طبيعي، لكن ماذا عساه أن يفعل من أجلها، هو متأكد من أن شيئا حدث معها، لكنها لا تخبره..الله وحده يعلم كيف مرت عليه دقائق اغمائها لكنها عادت من اغمائها واحدة أخرى غير تلك التي كانت تحيا  معه أجمل لحظات من عمرهما..

لا يود أن يتذكر كيف مرت عليه اللحظات، وكيف استطاع تخطيها؟..

رغم أنه لم يكن بقاسي القلب يوما، ولم يعاني من اللامبالاة، كان دائما وابدا يشعر بالجميع، يحتوي شكواهم ويتفهمها، لكن معها كان كطفل تائه، لم يستطع التصرف لولا وجود فارس معه لما استطاع فعل شيء لها.

لم يرتاح ولا يغمض عينيه براحه الا بعدما فتحت عيناها أخيرا، واطمئن عليها.

اقترب من غرفتها، ليدلف لها،

وبقلب ملتاع اقترب إبراهيم من فراشها يسأل نفسه بحيره هل  يخبرها أنه كاد يصاب بأزمة قلبية حينما رآها غائبه عن الوعي بين ذراعيه؟

وهل يحق  له الآن أن يريح رأسة الذي كاد ينفجر من التفكير بما قد حدث معها على صدرة ويتوسلها أن تضمه وتحتويه كما تفعل دائما بلا طلب، أنه حقا يريد ذلك وبشده

كيف يخبرها أنه وان كان ثابتا امامها كما الابطال طيلة الوقت فهو بداخله يحمل طفل صغير، صغير جدا، يحتاج أن يبثه أحدهم الأمان، وان يجد ضالتة بين ذراعيها.

عيناها كانت شارده للبعيد، كانت هناك بتفكيرها الذي لا يهدأ منذ ما حدث  معها، كالعاده لن تجيبه أن سالها وتريح قلبه..

هو يشعر انها تخفي عنه شيء، لكنه كالعاده يعلم أنها ستكون نفس الاجابه التي يحصل عليها من بعد أن فاقت من اغمائها..أنه واهم، ولا شيء بها

يبدو وأنها حقا تمللت من كثرة سؤالها، انها حتى لم تشعر بيده التي أمسكت بيدها، فكيف سيخبرها بما يعتري قلبه؟!

كاد يضرب بكل ثباته عرض الحائط ويزيل تلك الحواجز اللعينه التي مازالت بينهم ويلقي بأوامر رئيسه التي تحثه على تلبية نداء الوطن، ويلقي بنفسه بين ذراعيها، يشاركها ذلك الشرود وذلك الأنين التي حتى وإن أجادت كتمانه يستمع له..

أغمض عينيه بألم، شفتيه وحدها هي من أعلنت العصيان، وهي تلثم كف يدها بحنو، حنو اجبرها علي أن تشعر به، وتنظر له مطولا، وصوت كريه مازال يرن بأذنها، صوت تريد بقوه نسيانه، تتمني لو يبتلعها اليم  ولم  تسمع لحرف وحيد مما قاله..

إنها بصدق تمنت لو نجحت تلك المرأة التي عاشت عمرها كاملا تناديها بأمي بقتلها وانتهى أمرها

اللعنه ثم اللعنه عليها أن لم تقوي وتتجبر وتصبح كما اخبرها ذلك الشاب الذي انقذها اليوم من ذلك الشخص.عليها فعل ذلك، حتي تعرف ماهي حقيقة كلام ذلك الشخص وعلى ذكره انتفض جسدها، انتفضت كالملسوعه، أبعدت كفها الذي مازال يحتضن كف ابراهيم واستقامت رغم ترنحها، أمسكت بنقابها، وهمت بارتدائه

واردفت بحسم :

_ انا عاوزه امشي من هنا، وديني لبابا دلوقتي لو سمحت يا ابن خالي

اتسعت أعين ابراهيم وازداد توترا وتسارعت انفاسة، ومعه لم يعد يتحكم بقلقه ازداد من كل ما يحدث معها، عودة الألقاب اللعينه بينهم انذار ليس بهين، وعليه معرفة الحقيقة بأكملها..

اقترب منها يحاول مساعدتها واسنادها، يحاول نسيان تشتته، وعدم التفكير بألم قلبه الآن:

_ بيلا انتي تعبانه اهدي شويه، دا انتي مش قادرة تقفي على رجلك، هو العند في دا كمان…

بالحقيقه أنه كان يحاول باستماتة أن يسيطر على انفعاله، ويحاول كتمان مشاعر الخوف التي تعتريه تجاهها بصعوبه، لقد بات الان  متأكد أن ثمة شيء خاطئ يحدث معها:

_ بيلا انتي حتى رفضتي تخلي الدكتور يعلقلك محلول، وانتي دايخه كده،  افهمي انتي لسه تعبانه..

يداه حاوطت خصرها يحاول اسنادها، كل خليه بجسده ترتجف خوفا من خسارتها، أنها لا تعي شيئا عن الحرب الدائرة بقلبه خوفا عليها

لكنها أيضا لم تجيبه، تحاول ارتداء نقابها وتفشل، تزفر بغضب وصل له حتي أنه استمع لبعض سبابها وكاد يضحك عليها..

همس بحنو، وهو يدفعها بحنو لتستدير امامه:

_ طيب اهدي، خليني اساعدك جربيني يمكن انفع في حاجه يابنت عمتي الغاليه.. 

_ لااا..

دفعته بقوه، كاد على إثرها يسقط أرضا حقا..

اتسعت عيناها من فعلتها، وكذلك هو، وتقابلت العينان مطولا

قبل أن يقطع تواصلهما هو، وهو يبتعد من امامها تاركا  الغرفه باكملها لها ولحيرتها وندمها، مردفا بصوت خرج منه جامداً، صوت ارعبها:

_ هبعتلك ناردين تساعدك عشان نمشي.. 

فتحت شفتيها؛ لتناديه لكنها كالعادة صمتت، وسالت دموعها، وهي تلعن كل شيء، وكل ما يحدث معها..

بكت بحرقه ، وصوت بداخلها يتساءل بحرقه:

_ هل حقا كل ما يحدث معها صحيح؟! هل تعيش حلما، ام واقعاً مريرا، ام لعبه نجسة يلعبها عليها ذلك الشخص الحقير..؟!

عليها الآن أن تذهب لوالدها، هناك مؤكد ستجد الحقيقه كامله، كما اخبرها ذلك الشخص..

وعليها أن تصمت وتخرس كالعاده، وتتحمل حتى تعرف على أي خطي ستسير مركبها..

‏”كنت أصمت طوال الوقت تقريباً. كنت أريد في كثير من الأحيان أن أتكلّم، ولكنني لا أجد في الواقع شيئاً أقوله. هل تعلمين أن خير ما يفعله المرء أحياناً هو أن يصمت؟”

– دوستويفسكي

الفصل ٢٨

من رواية/

وكأنها عذراء 

أسما السيد

*************

“قلبي المثقُوب

‏يُحبك 

‏يدي المُتعبة

‏تلمسُ غيابك 

‏لم أُفرط في شيء 

‏مثلما أفرطت

‏في تُذكرك في كل اللحظات.”

أخيرا أصبحوا خارج المزرعه، ضحكه خبيثه من عنجهية أطلقتها بتشفي، وهي ترى أولي مخططاتها قد نجحت واستطاعت بث الرعب بهم، تقسم انها لن تشعر بالراحة إلا بعد دمارهم، ستريهم كيف يعيشون الموت أحياء، وتجعلهم يتجرعون الالم التي عاشت به ..

جل ما تريده هو الانتقام من ذرية احمد السباعي جميعاً صبيه وبنات، تريد أن تجعل بناته يتجرعون المراره كما تجرعتها هي لأعوام

لولا ذلك الغبي ابنها لقتلت ابنته الكبرى آنذاك، أو باعتها بثمنٍ بخس مقابل الأموال، لكن دائما ابنها الغبي لها بالمرصاد، اه عميقة زفرتها من أفعال ابنها اللعين، وتهديده لها..

جزت على أسنانها، وهتفت بغل:

_ اه يا ناري من ولاد احمد، بقي بعد ده كله، يتجوزوا الاتنين من زينة الشباب، واني بتي تتجوز واد الفقري محمود دِة..

التف اخيها ابو فارس ينظر لها بصدمة، وتدلي فكه :

_ باه يعني انتي كنتي خابره أن البت اللي اتجوزها ولدي دي بت أحمد السباعي الضايعه ، وساكته ياراجيه

نظرت لأخيها قليلا، وسرعان ما هتفت بتهكم؛

_ اني كنت فاكره أن ابنك الغبي دا، هيتسلي يومين ويضيع شرفها ونخلص منيها، واستغل اني الحكايه واني بشمت بابوها وامها المخبله، واخليه يقتلها ولا يبيعها كيف اختها لرجالة الجبل بس ابنك الغبي اتجوزها يا ابو فارس..

_ وهو ابني هيعرف منين انها بنته، ولا يكونشي عارف، اني سمعته عم يقول انها فاقده الذاكره.

_ ما هي فقداها فعلا، بس بمزاجي اني..

_ باااه كيف ده؟

شردت بخبث، وهي تتذكر تلك الليلة التي صدمها فارس بالعربه، وذلك الطبيب التي دفعت له الكثير، كي يبقيها تحت تأثير المنوم حتى ييأس ابنها الغبي من البحث خلفها، وما أن انتهي من لملمة جريمة أبيه الشنعاء ، عاد للبحث عنها، فخافت أن يجدها، أو تسلم نفسها وأخبر الشرطه حقيقة ماحدث، ولم تجد حلا الا من اقتراح الطبيب عليها، باعطائها ما قد يجعلها تنسى ما حدث لها بالماضي، بتلك الادويه التي تؤثر علي الذاكره

قصت ت لأخيها ما فعلت، وهي تبرر فعلتها لنفسها قبله..

هي لن تدع أبناء أحمد السباعي بعد كل هذا يتمتعون بأموال ابنها الطائله..

لقد سمعته وهو يخبر ابيه الروحي أنه سيأخذ شقيقاته الثلاث، ويرحل خارج البلد مع تلك الحية التي يعشقها والتي أخيرا تخلصت منها، والفضل لصديقه سويلم، وهذا ما لن تدعه يحدث ابدا..خير ابنها لن يكون إلا لها..ولانتقامها منهم، وخصوصا توأمتها..

كانت تتحدث باريحية قاتلة ودم بارد كأن شيء لم يكن أو ما فعلته أمر غاية في اليسر بالنسبة لها، ولم تعي لمن اشتعل جسده وهو يلعنها، ويقسم انها ما هي إلا خليفه لإبليس لكن يسير على الأرض..من بني البشر للأسف..

مازال ينظر لها بصدمة، صدمه دفعتها لنهره، وهي تسأله بغضب:

_ باااه فيك شي يا ابوفارس مالك اكده، كانك مصدوم يااخوي؟!

ابتلع شقيقها ريقه، وهو يلعن تلك اللحظة التي قرر أن يتعاون مع أمينه فيها، ويعود ليجد راجيه ويتقرب منها.

وعلى ذكر امينه، التقط انفاسه، وأغمض عينيه يذكر نفسه بوعده لها، وان عليه أن ينتهي من مهمته، ويتخلص من احداهن واللعنة

لكن فجأة لعب الشيطان لعبته ووسوس له بشيء آخر ، سيجعله حر نفسه، وهو ماذا أن قتل كلتاهما وارتاح للابد..

تمتم بغيظ:

_ انا هوريكم مين فينا الاذكي يابنات ابوي يا شر ..

*******

شقت السياره طريقها، وهو خلفهم، قلبه يعتصر عصرًا، ما بين صديقٍ خائن وأم أقسى من الحجر، يتوعد لهم بالهلاك لكن ليس الآن، فقط ليحرر شقيقاته الأبرياء من تلك العوائل الخبيثة للابد، لن يدعهم علكة سهلة المضغ، ولن يكون ابن محمود الحسيني إن لم يطهر نفسه وشقيقاته من كل نجس ويرحل بهم حيث الراحة من كل شيء وللابد، فلينتظروا، ولكل حادث حديث.

*********

مازال لا يستطيع التصديق، لقد تفاجأ باتصالها..

هبط ، واقترب احمد السباعي من زوجة أخيه ، عيناه تتفرس بملامحها المذعورة، يبدو أنها لا زالت تخشى منه، ومن جبروته..

انتشي ما أن استشعر خوفها لكن مازال الفضول يدفعه، ويسأل نفسه، أن كانت خائفه منه هكذا، فلماذا أرادت لقياه، ولما؟

وقف امامها و نظر لها بخبث، عادت للخلف سريعاً، فأردف بصوت متهكم عليها:

_ لساتك بتخافي مني اياك؟

نظرت له بحقد، وغضب منه ومن كل نسله، كم تكرهه وكأنه جلادها وهو كذلك بالفعل، أنه أقذر شخص قد يلتقي به أحدهم في طريقه:

_ إني اخاف منك انت ياابو البنات ال..

صمتت مجبرة من خوفها منها، ونظرت له بنظره جعلته يشتعل أكثر، ماذا تقصد هذه الغبية هل تعايره ببناته؟

كاد يفقد صوابه، ويقترب محطما فكها لولا أنها أدركت ما كاد يفعله، وابتعدت للخلف:

_ يدك لاقطعهالك شكلك ماخبرش اني ابقي ام مين عاد؟! ولو شم خبر بس انك قدامي دلوك كان زمانك في التخشيبة ياولد العم..

بغضب هتف احمد:

_ اخلصي ياأم يزيد وخبريني ايش بدك مني عاد، اني روحي بقت في زوري، وانتي خابره اني راجل مجنون ومهتحكمش بحالي اومال….

ابتلعت ريقها، وأردفت بخوف:

_ هقولك عاد، بس نتفق الأول

_ علي ايه؟

_ أنك لو وقعت متذكرش اني اتفقت معاك، ولا انك جيت ولا شوفتني..

أمسك احمد السباعي بشاربه،يتلاعب به ، وعيناه تفترس ملامحها الخائفه، بينما تلتفت هي يمينا ويسارا مخافة من أن يراها احد كل لحظة كمن اتي ليسرق شيء:

_ موافق يابنت العم، وايه المراد؟

_ بتك ليليا..

اعتدل ما أن استمع لاسمها؛

_ مالها؟

_ عارفه انك هتموت وتاخدها بس خايف من عمي ورفيع..

_ وانتي مين خبرك انتي؟

_ يزيد ابني حكالي كل حاجه، انا ابني مبيخبيش عني شيء.

_ والمطلوب:

_ تاخدها وتخلصنا منها، لا أنا ولا ابني راضين عن الجوازة دي..

لم يصدق حديثها، هو خير من يعلم مكرها، وأنها ليست صادقه، لكن لما يهتم، هو بالنهاية يريد ابنته، لتصبح زوجة لكبير المطاريد الذي يأويه، ويحميه، والا سينفذ وعده ويقتله صمت لبرهة يدعي التفكير كاد تفقد أعصابها بها..

الي أن تحسس عنقه بانتصار، وهتف سريعًا:

_ موافق، ومستعد دلوك كوماني..

_ لالا مش بالسرعه دي، خلينا نتفق الأول ياولد العم..

_ ومالو نتفق ياأم الغالي..

***********

طيلة طريق العوده كانت شارده لم تقوى على رفع عينيها وتنظر له، وهو أيضا كان صامت صمت يقتل، يفكر بكل شيء..

عقله يعيد عليه فعلتها، ويقارنها بحديث عمته… سيجن، عقله وقلبه يتصارعان بشيء لو صدق ما يفكر به يقسم الموت اهون عليه، وهي لا تتحدث، وهو وعد نفسه أن لم تتحدث من نفسها وتخبره ما بها لن يسألها مجددا ، وان أرادت الصمت والرحيل فلا بأس ، لا يهم..لم يعد عنده ما يقدمه لها بعد، كفى..

زفر بقوه، قوة وغضب جعلاها تنتفض، وتنظر له ، التقت نظراتهما معا وسرعان ما أبعد هو عينه بلا أي تعبير، وهو يعلن لنفسه أنه ها قد بدأت حرب اهرى، حرب النظرات بينهم، فلنري من سينتصر؟!

********

بالخلف كان فارس يقود سيارته، والسعاده تغمرة غمرا، الفرحة اخيرا تسللت وملأت قلبه باقترانها به..

عقله مازال عالقا عند تلك اللحظة التي نطق بها المأذون واعلنها زوجة له…

نظر لها بحب وهو ينظر لها وهي غافيه بجواره كملاك، هي حقا كذلك..

أغمض عينيه، وصورة والدته اقتحمت عقله، يفكر أن ساعدته بهما معا كانت لتكون كامله، كم كان سيشعر بأنة أسعد الخلق لكن يبدو أن الإنسان لا يأخذ حقا كل ما يبغاه.

صوتها الناعس تغلغل لعقله أو هكذا ظن قبل أن يأتيه صرختها، وهي تنادي بصوت فزع من غفوتها المؤقته من طول الطريق..

_ لالا…مح…

_ ناردين، ناردين فوقي..

اتسعت عيناها، جبينها متعرق، وصدرها يعلو ويهبط، اقترب منها. بعدما أوقف السيارة يحاول تهدأتها واحتوائها لكنها نظرت له بصدمه، وهي تتأمل ملامحه:

_ انا فين، انا فين….ابعد عني..

******

اتسعت أعين ليليا التي فاقت اخيرا، تستمع لام السعد، وهي تكاد تلطم خديها مما تخبرها به، وتقسم أنها فعلته..

_ انتي بتتكلمي جد، لا لا انا معملتش كده، لا!

لوت ام السعد فمها، وهتفت بخبث:

_ شوفو البت، بقى أكده ياخايبة الرجا، دا اللي علمتهولك يابت..

دفعتها ليليا بضجر، وهتفت بغيظ:

_ يالهوي عليا..! يا خالتي انا معملتش كده.. لا..

استقامت لتدلف للحمام، وتنهي حوارهم التي لم تقتنع به، ولكن شهقه عاليه صدرت منها، ما أن رأت ما ترتديه، والذي كان كما وصفته أم السعد..

أمسكت وجهها بيديها، وهتفت بصدمه؛

_ يا مُري، دا باينه جد..

استقامت ام السعد تمشي أمامها بفخر:

_ صدقتنى دلوك ، شكل صوح دا اثر اللي اسمه ايه ده، دلوك بقي تركزي معاي، وبلاش الشغل العيالي بتاعك ده..

فتحت ليليا فمها، وهتفت بتيه:

_ هاااا

*********

منظرها وهيئتها وكل شيء وكل ما حدث بينهم لا يترك مخيلته، ابتسامة ترتسم على وجهه ما أن يتذكر تلك الدقائق القليله بينهم، يود لو يعود ويلقي بتعليمات مسلم عرض الحائط، جل ما يريده الآن هو البقاء بجوارها ناظرا لها يحفر ملامحها حفرا بقلبه حتي يمتلأ قلبه من النظر اليها..

ابتسم وهو يرفع يده التي مازالت تحوي رائحتها ، وهو يستنشقها باستمتاع..يدعو الله أن لا يطيل عقابه أو خدمته العسكرية هذه المره..

وان لا يكون استدعائه كما استمع له ليس الآن، عاد تفكيره اليها وابتسم وهو يفكر هل استيقظت جنيته الان، ام مازالت تحت تأثير المهدئ ..؟

تتمتم بتوهان ولم يشعر بمن دلف إلى مكتبه، وهو شارد الذهن..

_ الله دا احنا باين غرقانين ياسيادة المقدم في شيء مهم لدرجة اني واقف من بدري ومحستش بيا، معقول تكون بقيت زي الناس وقلبك الحجر ده دق..دق..

_ مسلم.!

انتفض يزيد من مكانه ضاحكا، واقترب يحتضنه باخوة حقيقية:

_ وحشتني يابن السباعي.. ووحشت شغلك اوي يعني..

ابتعد يزيد عنه، وهتف بقلق:

_ ربنا يستر مش مرتاحلك، على فين المره دي، اوعي تكون زي ما سمعت ..

بمكر هتف مسلم:

_ تقصد زي ما تمنيت، امنيه كنام نفسك فيها من زمان يا وحش..

_ لا..متقولش..

هكذا اتسعت أعين يزيد ليردف مسلم مصدوما:

_ ايه غيرت رأيك؟!

_ لا..بس..

_ سيناء مستنياكم ياابطال انت وفريقك..مبروك عليكم النقل..عاوزينكم تكملوا مسيرة الابطال هناك…انتوا قدها، انتوا مستقبلنا يا ابطال..

_ ها.

“مُغرمينَ ولكن خائفينَ 

هذهِ المرّة، حالمينَ ولكن مُتعبين، 

كبارًا نعرفُ أن خطوةً في الدربِ الخاطئ تكلّفُ عمرًا.”

29

وكأنها عذراء 

اسما السيد 

———

تركتها ام السعد خجله، تود لو الأرض تنشق وتبتلعها، من فعلتها ، وتهورها، ولكن اي تهور هي لم تكن تعي ما يحدث معها حقاً

تتذكر ماحدث وكأنه حلم بعيد لكنها حقا لا تعلم كيف فعلت كل ذلك..اللعنه علي هذا الطبيب، وعلي تلك الادويه التي اذهب عقلها..

وضعت وجهها بين كفيها مردفه بخجل:

_ ايه اللي عملته دا

*********

لم تهتم ساليمه لأي من تهديدات نائل لها ، خصيصاً بعد ما علمت به..من مصادرها الخاصة جدا، جدآ..

_ فارس تزوج بغيرها

النار اشتعلت بجسدها والغيره تنهش بقلبها نهشا كوحش مفترس

دارت للمره الالف حول نفسها ، بينما عادت لتغدو ذهاباً وإياباً

اللعنه علي ذلك القلب الذي رغم ما فعلته، وما وصلت له مازال يريده بشده

محال أن يكون لغيرها، محال

لمعت عيناها بالحقد، حقد من تلك التي لا تعلم هويتها بعد، لكن لا بأس..بالتأكيد ستعلم هويتها وعما قريب جدا..

_ انتِ لا تتعلمين الدرس يوليا؟

انتفضت علي صوت صديقها الذي تعرفت عليه هنا، ولم يكن إلا ذلك الشاب شاذ الطباع، والخلقه، ومختص التجميل خاصتها الذي خصصه لها يوليا..ويدعي جون

_ افزعتني جون..علي ماذا تتحدث انت؟

ادعت عدم الفهم، لكنها سرعان ما أدارت وجهها، فوقعت علي تلك الاسطوانه التي أعطاها لها يوليا ولم تفتحها أو بالاخص لم تهتم بها

لكن حديث جون الي القاه عليها بعد ذلك، جعل الشك يدخل بقلبها

_ انتِ لست الاولى هنا، ممن لم يهتموا بتهديد يوليا، لكن انتي الوحيده التي لا اريد لها نهايه كنهايتهم

اتسعت عيناها برعب حقيقي، لا تعلم لما شعرت به فجأة 

ولكن طريقة حديثه كانت بها من الغموض ما جعلها تشعر بذلك

_ علي ماذا ترمي بحديثك هذا؟

تردد جون بين اخبارها، أو لا..لكن بالنهاية رعبه، وذعره من ان يكتشف أحدهم أنه اخبرها دفعه ليغير الحديث سريعا 

_ انا لا اقصد شيء عزيزتي لا تهتمي، انا فقط خايف عليكي، انتي تعلمين ان يوليا لن يمرر الأمر بسلام إن لم تنفذي الاوامر، ولا تنسي أن كل شيء تبحثين عنه علي تلك الشبكه، وخصوصا الدارك ويب هو المسؤول الأول عنه هنا، بكلا الاحوال سيعلم يوليا، لا تتاذكي أنه الاذكي هنا

ابتلعت ريقها، وبداخلها صراع بين الرعب منه، وبين انها استعملت ذكائها هذه المره فلن يعرف انها فعلت شيء..

لكن شيء دفعها لتري الاسطوانه..وتري علي ماذا كان يرمي اليه؟

_ هل تحبيه لتلك الدرجه؟

_ من هو..علي ماذا ترمي جون مابك الليله؟

صاحت بغضب، حديثه يدب بقلبها الرعب، الم

يعد إلا هو ..

_ ذلك الشاب الذي تبحثين عنه، وما جعلك بتلك الحاله؟

صمتت متسته العينان، وقبل أن تتحدث، صرح هو ببساطه، وهو يجلس امامها علي الفراش، ويأكنه أحدي النساء ، ويمد يده مردفا بحماس:

_ هيا يوليا، تستطيعين الثقه بي، أن تعرفين ما افضله، لذا ستجدينني تحت السمع والطلب ..وقبل أن تسالينني من أين عرفت، استمعت اليك ..أو بمعني آخر..تصنت

اتسعت عيناها من بروده وصدقه، وهتفت بغيظ:

_ جاسوس لعين

_ اوه يوليا لقد اصبتي الهدف، هيا يا فتاه، لنتسامر معا

جلست امامه، واخرجت سيجارتها، وبدأت بالحديث بكل سلام نفسي

*********

عادت للخلف كالملسوعه تنظر هنا وهنا داخل السياره تاره، وتاره أخري خارجها

كلما اقترب فارس منها يحتويها، تدفعه بجنون…سؤال وحيد يدور بخلدها، تحاول التلفظ به لكنه لا يترك لها اي فرصه..

فجاه دفعته بحده، وخرج سؤالها كالصفعه هزته، وجعلته كجثه هامده:

_ ابعد، ابعد، انت مين، وانا فين..ابعد عني؟؟

_ ناردين …

هتف باسمها بصدمه، صوته بالكاد خرج، ووصل لها ، نظرت له بذهول، تفكر كيف يناديها بهذا الاسم، أنه يعيده عليها للمره التي باتت لا تعرف لها عددا..

صمتها، ونظرتها امتدا لدقيقه، جعل فارس يقترب منها يحاول فهم مايجري، يحاول تكذيب ما وصل عقله ايه، يحاول بقوه ان يؤكد لنفسه انها مازالت هي..مازالت ناردين كل ما تبقي له ..

_ ناردين حبيبتي، اهدي..

ازدادت عيناها اتساعا، ذهول

وسرعان ما ثارت، وارتجف جسدها من الذعر والخوف، قلبها يكاد يقف فعلا، الماضي تدفق لعقلها، فجأة ارتسم أمام عقلها مشهدها الاخير، وهي تصرخ بابيها ، تجري بخوف، تقطع الطريق ، وهي تنظر خلفها ،  وفجأه تصدمها تلك السياره..

ارتجف جسدها ، يداه أمسكت بيدها سريعاً مجددا

مازال يحاول باستماته ان يشرح لها..

لكنها لا تستمع..

تهز رأسها بجنون، ودموعها أغرقت وجهها، لا تري امامها الا شقيقها ، يناديها يالا تتركه..

_ لالا…محمد..محمد لا…محمد

ما اقسي علي رجل حر مثله أن يسمع ممن أسرت قلبه اسما غيره، ورغم ذلك كان يحاول ويحاول، يتوسلها أن تهدأ، يحاوطها بقوه..

لكنها لم تهدأ، ولم تدعه يناديها مجددا

صرخت بجنون:

_ اسكت، اسكت، انا مش هي..مش انا..مش انا ..

_ ناردين..اهدي .

صرخ بها وهي تحاول فتح الباب بكل قوتها، ولكن لسوء حظه لم يكن تحكم اغلاقها فاستطاعت فتح بابها، ومنه خرجت تعيد ذلك المشهد مره أخري، لكن تلك المره، كانت هناك يدا اخري، قبل أن يقترب فارس منها، كانت يد أحدهم تكمم فاهها ، وتحملها..

_ ناردين…ناردين..كانت هذه اخر صرخه وصلتها قبل أن يضربه أحدهم علي راسه بقوه..ويسقط أرضا..

**********

 _ احنا وقفنا هنا ليه ؟ دا بيت بابا ؟

لقد نطقت اخيرا، وياليتها ما نطقت، التلك الدرجه لا تطيق الجلوس معه لساعه وحيده قبل رحيله لعمله، بالنهايه هو لن يجلس كثيراً معها، كان بالنهاية سينفذ لها ما تريد، لكن صوت بداخله يخبره أن هناك شيء ما سيحدث..لطالما كان هذا القلب الذي يحمله بداخله نذير شؤم لا يشعر الا بالمصائب..

استمع لصوتها مره أخري ولكن تلك المره كان باسمه، اخ. نفسا عميقا، وبغضب لم يستطع كتمانه، اجابها:

_ حاضر، حاضر يابيلا..

استدار بسيارته كالمجنون، آخذا الطريق الطويل بين بيته، وبيت ابيها بنصف ساعه، لم يسمح لها بمعاوده الحديث، ولن يدعها تطلبها مباشره، ألا يفهم هو..

يبدو حقا أنه كان مجرد مرحله مؤقته، لتصل لهنا كما أخبرته عمته..

اللعنه عليه، لما يغضب من نفسه، ايحبها؟.

انتهي الطريق، ومعه انتهي صبره، وقطع تفكيره، صوتها المختنق ما أن لمحت ابيها يقف بانتظارها تتمتم بإسمه، وكأنه خلاصها

ليس غبي هو حتي لا يفهم ما تحويه عيناها من خوف طيلة الطريق، وليس غبي أيضا ليقرأ أيضا الان بعيناها ما تحكيه لوالدها الذي فتح ذراعيه لها..

وكأنها تخبره أن يبعدها عن هذا كله، انت الامان..

بصعوبه منع نفسه من منعها ، سيطر علي كف يده الذي يود لو يمسك بيدها يمنعها من الرحيل حتي دون وداعه..

لكنها اندفعت كالمجنونه، لم تستدر للحظه..ولما قد تستدير، اتستدير له؟

أغمض عينيه بقوة، قبل أن يترجل خلفها، حاملا حقيبتها، وبهدوء يودع والدها ويدعها بامانته ويرحل..

ودعته بدموع أخفاها نقابها عنه، آلمته وهي تعلم، لكن ماذا عن المها هي..

_ حمدالله على السلامه ياقلب ابوكي..

هكذا هتف والدها بحنو، وهو يحتويها باحضانه، ويقبل جبينها، قبل أن تقطع هي صفو اللحظه:

_ بابا مين عنجهيه..

_ ايه؟؟

********** 

افكارها اخذتها للتفكير بشيء لم يكن عليها أن تفكر به

هزت رأسها ونهرت نفسها بعنف، وهي تندفع لترتدي ثيابها، وهي تجبر نفسها وتخبرها أن عليها أن تنسى كل أفكار المراهقه هذه، تتذكر فقط أن يزيد كاخيها الأكبر ، وتتصرف بناء علي ذلك، عليها أن تنسي ما تخبرها به ام السعد وتحرضها لفعله، انها لا تجرؤ أبدا، ولن تجرؤ علي فعل ما تخبرها به..اي جنون هذا، زواجهم فتره مؤقته ليس إلا

 يجب عليها بكل مره تفكر بتلك الأفكار المسمومه،  أن تتذكر فقط ما أخبرتها به والدته، حينها ستقتنع بأنها لا تصلح لشيء، وهي كذلك بالفعل انسيت ما حدث معها، ام ستكذب علي نفسها

انها حتي لم تصبح متزوجه رسميا من قبل، فبأي طريقه سيصدقها ، ويصدق انها عفيفه

كان عقلها الصغير ما يفكر معها، جعل من دموعها أنهارا متدفقة، وذكري الليله المشؤومه يدور مجددا بخلدها

كيف ستعيش حياه عاديه، وهي الجانيه والمجني عليها، كيف وهم يحملون الدم الصعيدي، وكل ما حدث معها لا يرمي الا الي نتيجه واحده ..القتل 

شعرت بأن افكارها ستدفعها للانهيار مجددا، الخوف الذي تشعر به كلما ذكرت الماضي يجعلها تنهار، وهو ليس هنا، لا احد سيهتم بها .

وعلي ذكر هذا قبض قلبها، وشعرت بالخوف، ليسا خوفا طبيعياً، انما ذعر لا مثيل له

الان فقط تذكرت ان حاميها قد رحل، لقد رحل ولن تجده بجوارها أن سقطت بالخطر ..

ابتلعت ريقها وهي تعترف أن وجوده هو مصدر امان لها، تذكرت جدها، ووجوده هنا معها، لكن يا تُري هل سينفذ ما كانت ام السعد استمعت اليه  وهو يناقشه مع يزيد، وجاءت كعادتها تخبرها به

هل حقا سياخذها جدها معه لبيت العائله، هل تستطيع العيش اصلا معهم..

تذكرت كم مره استمعت لوالدتها تحكي عنهم وعن نسائهم اللاتي يشبهن العقارب والحيات، ومما راته من زوجة عمها رفيع، وابنتها 

الان باتت مقتنعه..

أن والدتها حقا صادقه، ولاول مره…وأنها ورثت كل خصالها التي كانت تتمتع به من البيت ذاته، تري هل بالعيش معهم ستصبح مثلهم

نفضت تلك الأفكار عنها باستنكار، و

رفعت وجهها تناجي ربها بقلب متعب، خائف، وأيدي ترتجف من ما هو قادم، الا يكفيها ما رأته للان

 ارتدت ثيابها، تود الخروج من تلك الغرفه، تريد استنشاق بعض الهواء، لكن فجأة اخترق أذنيها صوت زوجة عمها، وابنتها المرتفعان وكأنهم يخبروها أنهم قد أتوا، لا راحه بعد الان .

عادت للخلف بحزن وقد وصلتها رسالتهم المبهمه، هنا سجنها، وهم السجان، ولا مجال للحريه وهي تعيش بكنفهم.

هي هنا لتدفع الثمن..وفقط

دموعها سالت علي خديها، ككل مره تتذكر فيه أن لا اراده لها، لاصوت، لا اعتراض، ولا مكان يأويها، ولا وسيلة للترفيه عن نفسها الكسيره، زفرت انفاسها بألم، وهي تخلع نعلها، لتصعد للفراش، مالت لتعود لعالم النيام لربما تجد ما يريحها بحلم ما..سعادة مؤقته تحيا بها، خير من مرارة الايام..

أغمضت عينيها، وسرعان ما انتفضت من نومها علي صوت رنين هاتف ما..

_ ايه ..دا.. فين!

********

قرار نقله سعي له باستماته من قبل، سياخذ من وقته، ويزيد من خبرته العسكريه والفنية وهو يعايش حالة الحرب ..سيأخذ ثار اصدقائه الراحلين، ويزيده نجوماً علي كتفيه، بكل بساطه سيفصله عن الوجه الاخر الذي يبغضه، ويقربه من عالمه المفضل، عالم الثأر، والدفاع عن حقوق الأبرياء، لكن ثقلا كبيرا كحجر صوان وقع علي قلبه، ما أن تذكرها، وتذكر أن بنقله سيقترب من حلمه، وسيعلو شانه، أو قد ينال الشهاده العظيمه التي طالما دعي الله بها..لكنه بالمقابل ..سيبتعد عنها مسافة أميال..واياااام كثر جدا ربما تطول لاشهر طوال…

دب الحنين لتفقدها مؤكد استيقظت جنيته الان، رفع هاتفه، وهو يتمني أن تكتشف هديته سريعاً. 

وكما توقع اجابته بصوت كزقزقه العصافير بحياء:

_ يزيد..

وضع يده علي قلبه، هامسا بصوت منتشي وقد قرر قلبه اعلان راية الاستسلام ويخبرها علنا:

_ ياعيون قلبه

_ يزيد دا انت..انت نسيت تليفونك..

ابتسم عليها، وهو يفاجئها بصورته التي طلت عليها عبر الفيديو

_ يزيد..انت. .

ضحك واكمل وهو يرفع لها سلاحه:

_ انا قلت اخليكي تشوفي السلاح كويس احسن ام السعد قطعت عليكي اللحظه..

شهقت بخجل وهتفت بتلقائيه:

_ يلهوي انت ..

أغلقت سريعاً، بينما هو اندفع بالضحك حتي ادمعت عيناه، وهو يرسل لها شيئا جعلها تصرخ بسعاده

كاد يهاتفها، لولا دخول ابراهيم بوجه لا يفسر، مردفاً بتهكم:

_ ما ضحكنا معاك يا سيادة المقدم .

٣٠/عذراء 

أسما السيد

******************

لازلت اُخفى دموعى من اعيُن الناظرين حتى لايرونى منكسرةُ

إلا الشوارع المُعتمه لازلتُ اوارى خيباتى واُشارك ادمُعى بها.

_ انت كويس؟؟

سؤال سخيف القاه عليه إبراهيم تبعها بعبارة أكثر سخافة يزيد الماثل أمامه داخل أحدي غرف مشفى الجيش الذي انتقل له بعد تلك الضربه التي تلقاها من ذلك المجهول..رغم مقاومته المستميته في عدم تركها، لكن كل شيء تهاوي فجأه حينما وقعت عيناه علي ما حطمه…

وجعله يستسلم وجعاً وقهراً..

كالعاده شرد بتلك اللحظه التي لن تزول من مخيلته أبدا..

#أمس :

_ ناردين…

كانت تعافر لتفلت من يد ذلك الذي يحتجزها بين ذراعيه

لوهله رأي الخوف بعيناها منه، حتي أنه استرد قوته ودفع ذلك الشيء يمسك به، لكن سرعان ما تبدل كل شيء، وهو يري ذلك الملثم يميل هامسا بأذنها 

رآها كيف انتفضت، كيف تبدل خوفها لأمن، وهي تمد يدها تزيل عنه عصابة وجهه، الذي ولسوء الحظ لم يستطع رؤيته..

رآها، وهي تشع ضياء، وتحتضنه..وهو يبادلها العناق..

صراخه عليها لم يزحزها عن فعلتها، عاودت تلك اليد التي تمسك به تلكمه.. صراخها 

كان اخر شيء استمع له منها، وهي تتوسل لذلك أن يتركه.. وكان لها ما تمنت.. وكأنها نسته ونست أن كل امانيها التي اخبرته عنها كانت أمر…

اي عذاب هذا واي ظلم القته عليه..واي وجع هذا ..ما يشعر به؟؟

_ شكل الخبطه اثرت علي لسانه..ماترد يابني انت اتشليت في لسانك..فارس انت يازفت

هكذا هتف يزيد بسخريه علي فارس  الذي يجاهد ليبقي صامتاا، جامدا، هم يستهزئون منه، وعليه، وهو بعالم اخر، يحاول الثبات.. يحاول أن يصدق ما وصلوا اليه، وما دفعه ذلك القلب اللعين ليقع به

اه عميقة كتمها بصدره كعادته منذ استيقظ من تلك الغيبوبه المؤقته التي دخل بها، وياليته لم يستيقظ ابدا..

كم بتمني لو كل ما حدث معه وما يحدث معه مجرد أحلام، وأوهام

لكن اللعنه على قلبه الذي يأن الماً، وقهراً، أنه ليس حلما 

أنه واقعه المرير..

ويبدوا أن تلك الورده التي اقتحمت حياته ، تذكرت كل شيء، تُري ذلك الشاب من يكون..؟

حبيب لها، زوج، ام اخ،  واللعنه يكفي انها فضلته عليه…لن يمررها سيبحث عنها بمغارب الأرض ومشارقها انها زوجته حقه، ليست له

لن يتركها  ترحل هكذا، كيف يفعل، لقد تبخرت تلك الرائحة المميزه التي كانت تفوح منها ..تبخرت رائحة العشق التي انعكست قلبه فمحت منه كل شعور بالانتقام، والبؤس..

بالله كيف يجد دواءا ً لذلك القلب العليل بحبها..!كيف ينسي وكأنه لم يلقاها يوم..!

انتبه يزيد اخيرا، لهيئته، هو يمازحه ليس الا، مهما اختلفوا فهذا كله يبقي هناك، داخل تلك البلده القديمه العتيقه، بمعتقداتها العقيمة التي كانت سبب في دمار العائلتين، وكانت ستسبب بدمارهم هم ايضا، لولا تدخل مسلم وبعض الزملاء..

هكذا تم التصالح بينهم قبل سنوات، حينما جمعتهم فرقه واحده وكان هو رئيسهم، ومن بعدها زادت المناوشات، والسخافات فيما بينهم، حتي اتي القائد مسلم  وحسم الامر، وعقد صلحاً بينهم، وبالحقيقه هم لم يأخذوا منه وقت، ثلاثتهم يحملون قلوبا لا تقوي علي الشر..

بالنهايه اتفقوا أن مهما اختلفوا لا مجال للفراق، ولا الخيانه..وصاروا اخوه  رغم تلك الحرب البارده السخيفه المعتاده فيما بينهم، والحقيقه هم من يتعمدون تصديرها للجميع، مخافة نشوب الثأر من جديد …

هم يعتقدون أن رضاه علي مكوث فارس بمزرعته.. رغماً عنه، لكنه عن رضا تام منه..

هو راضي تماماً، ويشعر بالسعاده ، حينما يقتحم ذلك الغريب  أمام الجميع، والقريب لقلبه، ذلك المتهور  الماكث أمامه عزلته..

بالنهاية 

تحت راية الوطن…وفي سبيل الدفاع عنه، سيتعلم المرء أن هناك ما هو أثمن وأغلي ويستحق الدفاع عنه

وهي حماية الوطن والدفاع عنه

ذلك الأمر لا يمكن المقارنة بينه وبين بعضٍ من خلافات لعينه اشعلتها النساء  قديما، ومازالت في الخفاء يبحثن عنه، واللعنه عليهن..

تبادل يزيد وإبراهيم نظرات حائره فيما بينهم

سرعان ما تبدلت لقلق ظاهر حينما هتف فارس بمراره..يجاوب سؤال ابراهيم الذي اعاده عليه للمره الالف..

_ ناردين فين ..!جاوبني يا فارس مينفعش سكوتك ده

وكانت الإجابة كارثيه، وقعها عليهم أشبه  بخبر الموت، أن كانت هذه ردة فعلهم فماذا عنه..

_ ناردين افتكرت..رحلت وانتهت الحكايه خلاص..

_ ايه…

********

وكلما قلت يا الله؛ وهبك من لُطفهِ حياة..

لم تكف عن البكاء، رفضت احضان ابيها، وانعزلت تماما، معرفة الحقيقة بتلك الطريقه مؤلم جدا.. وتصديقها أكثر الماً، ووجعاً، ولا يوجد ما هو أكثر وجعاً من أن تكتشف انك عشت عمراً كاملاً داخل وهمٍ أشبه بالفخ..

نظرت حولها لتلك الغرفه الفاخره التي خصصها لها والدها، وتهكمت..

تتساءل بالم:

كيف تتغير نظراتنا للحياه ومعالمها هكذا فجأة، رؤيتنا للعالم تتبدل بتبدل المواقف والأحداث، نشعر بالبؤس وكأن السعادة لم تُخلق لنا بعد!

كيف نفقد إيماننا بوجود سندٍ محب! 

الحياه معادله لن تكتمل لأحد، ولن ننال البر بنفوسنا الضعيفه  هذه ، ولا بتمسكنا العنيف بكل ما سيكون الزوال نهايته ذات يوم..

عجلة الحياة تدور بسرعه البرق، وتجرف معها كل شيء، حتي تلك الثقه العمياء التي أعطيناها بكل الحب، أصبحت سراباً، ذلك الحب والاحترام  أين رحل؟؟

كانت..كأنها لم تكن يوم…

لابد أنه الرب من أراد أن يلقننا الدرس كي يخبرنا ..

ياعبدي لا تثق الا بوعدي لك..ثق بي، واعلم أن ابتلائاتي جميعاً ما هو إلا رحمة لك..

الابتلاء والمحن والصدمات، جنود الرب فلا تقنط فالشر العظيم مؤكد بداخله بذرة خير ستنبت أكيد أن أحسنا الظن..!

_ بيلا..

أسرعت تمحي دموعها تخفيها كما اعتادت، لا تريد شفقة أحد بعد اليوم

لا تريد أن تظهر بتلك الضعيفة، أن كانوا جميعهم خدعوها من قبل، لن ترضى أن تعيش مجددا بذلك البؤس والضعف والخداع..

من الان لا خوف علي احدهم، ولا علي مشاعرهم ماداموا لم يراعوها يوم..

تهكمت على حالها وعلى ذلك الماثل امامها..

نظرت له ببرود وهي تعقد مقارنه اخيره بين ابيها الذي عرفته طيلة حياتها وابيها الذي امامها الان..

وكأنه شخصين..بالماضي كانت تظن أنها تعرفه..والان لقد ذهب ذلك الظن 

لقد تاكدت انها لم تعرف ابيها يوم، كما لم تستطع التعرف علي حقيقه والدتها طيلة ذلك العمر..

انتفضت ما أن شعرت بيد والدها علي كتفها، وسرعان ما دفعتها بقوه تعجب لها

_ بيلا..انت..مالك انتي كويسه..

نظرة سخريه وبسمه مريره كانت كافيه عندها للرد عليه

تحجرت عيناه عليها، وعلي تلك النظره الجديده عليه

ابتلع ريقه، وهو يحاول التماس العذر لها، انها لا تعلم شيء، طيلة الوقت كان يجبر نفسه علي تلك الحياه من اجلها..

كيف يخبرها أنه لم يتركها الا لاطمئنانه عليها انها مع زوجها ستكون بخير..

_ اياك تقرب..كفايه كده..كفايه

صرخت كانها أخرى..ليست ابنته البريئه، ليست من كانت تخشي عليه حتي من حزن عينيه

_ مستغرب صح..بتقول مش بنتي دي؟

هكذا اردفت قبل أن تعاود الحديث بسخريه:

_ متستغربش…  دي انا فعلاً.. بيلا الجديده بلوك جديد، اللي من عمايلكم والوهم اللي عيشتوني فيه ظهرت للسطح..اوعي تستغرب يا بابا..ماهو انا لازم اتغير زي ما انت اتغيرت..دي انا صنع ايديكم..ياللا العجب .

_ انتي بتقولي ايه؟

_ بقول الحقيقه…اللي قدامي دلوقتي مش ابويا اللي عرفته طول السنين اللي فاتت..دا واحد تاني..اختار يرمي حمل بنته علي واحد تاني عمره لا شافها زوجه، ولا هيشوفها غير جوازه بالغصب عشان الستر

لأن والدهت يعيني مش هيقدر يحميها ..مش هيقدر يدافع عنها ولا يقف في وش القطر، ماهي مش بنت ست الحسن والدلال..لا ..دي بنت راجيه عدوتك..

_ أخرسي انتي اتجننتي…ازاي تكلميني كده..

كادت يداه التي ارتفعت تزين خدها لاول مره في حياتها بصفعه منه، لولا تلك اليد التي أمسكت به بآخر لحظه، وقد أردف صاحبها بغل:

_ اياك…

_ انا عاوزه اطلق..زي ما جوزتوني غصب..طلقوني..

*********

قلْ لي لماذا اخترتَني؟

وأخذتَني بيديكَ من بين الأنامْ

ومشيتَ بي

ومشيتَ ثمّ تركتَني

كالطفل يبكي في الزِّحامْ..

جففت عنقها بيد مرتجفه، لم تعد بقادره علي الوقوف اكثر، لقد وهن جسدها ولم يعد بمقدورها اقناع نفسها أنه مجرد قيء طبيعي..

زفرت بتعب، وعدلت من ثيابها بثقل غير طبيعي، واخذتها قدميها لبيت ساجده التي رحبت بها بحبور كالعاده، لكن سرعان ما فزعت لرؤية وجهها

_ بااه مالك ياروح جلبي..

ابتلعت روح ريقها وهتفت بحزن عميق:

_ اظاهر أن صبا كان معاها حق…شكلي حامل يا ساجده، انا هعمل ايه دلوقتي..!

_ اييييه …حامل..!

*********

أأعودُ منتصِرا بكل معاركي

وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟

أنا شاعرٌ ما أسعفتْه حروفه

الحبُّ من لغة المشاعر أعظمُ

لي ألف بيتٍ بالفصيح أجدْتُها

لكنني في حبها أتلعثمُ ! ❤️

شعور غير طبيعي  يكمن بداخلة مزيج من الراحه والتعب

أو بالاحري شعور بالطمأنينه والقلق..

جزء منه سعيد بأنه استعاد تلك التي بجانبه الان، واخر قلق علي جزء منه رحل عنه، ولم يجد له أثر بعد

لكن كل شعور مرير ذهب سُدي ما أن  اقتربت صغيرته الوحيده التي تعلم بحقيقته منه، تحتمي به كالعاده..

_ كده يا روضه ازاي يحصل معاكي كل ده ، ومتجيش عليا..ازاي ياقلب اخوكي تنسيني في موقف زي ده..

انهارت مجددا وانخرطت بالبكاء..وهي تزداد تشبثاً به.

اوجعه قلبه عليها..فهمس بحنو:

_ طب اهدي ..اهدي انتي معايا دلوقتي..محدش في الدنيا يقدر يمس شعره منك .

رفعت وجهها الغارق بدموعها، وهتفت بالم :

_ انت كنت بتنقذ ليليا، خفت اروح القصر واكشف سرك، وابويا يعرف مكانها 

اختي فين..انا عاوزه اروح لها يامجد..

_ اختك بأمان زي ما وعدتك..خليكي في نفسك دلوقتي ..

نظرت له بخوف ، واردفت بشعور لم تستطع التخلص منه:

_  محمد يا مجد..متخبيش عليا ارجوك..

أغمض عيناه وعلم أن لا مفر..منذ التقته وهي تسأل عنه، اعادها لاحضانه، وهتف بالم اخترق فؤاده، وفؤادها، وكأن العذاب لن ينتهي من حياتهم أبد الدهر..

_ محمد عطاكي عمره يا روضه..

_ ايييية..انا السبب

*********

_ هتروحي فين بس يابتي الدنيا ليل، وانتي مانتيش بوعيك..والمقابر عليها وارد بالليل..يارب اشفيكي يابني..

_ ولدي..بتي.. هروح ليهم..بعدي يدك..

لم تستطع تلك العجوز اثناءها عن الرحيل و لا بعدم البقاء كعادتها أمام قبر طفلها

دفعتها بقوه، ورحلت مهرولة..إلى قبر صغيرها..

اقتربت من مقبرته والقت بنفسها أمام بابها..ولكن شعرت فجأه بشيء اخترق ظهرها.. ولكنها لم تستطع حتى رفع يدها..

_ قبر يلم العفش…

********

_ هلا..هلا..وكمان شايلالي تلافون كيف الهوانم يابت الفرطوس

انتفضت ليليا علي صوت زوجة عمها الصارخ التي دفعت باب جناحها بكل الغيظ

غيظ، وغضب اقتلعها من شرودها بصورة يزيد بزية العسكري التي أرسلها لها قبل قليل..

وقد وضعتها خلفية لشاشتها..

_ طنط..انتي ..

جذبتها  زوجة عمها بقوه من شعرها مردفه بغل:

_ اه ياروح امك اني..هتلونيلي حديتك الماسخ يابت احمد السباعي عاد..اني مش حذرتك يابت..هااا، جولتلك فوتي ولدي، وكرهيه فيكي ولا لا..

_ اه…شعري حرام عليكي

لم تهتم لصياحها، فلتصرخ كما تشاء لا احد غيرهم هنا…

لقد ارسلت ام السعد مع الجد للنجع، ولن يعودوا الا الصباح..وزوجها خرج بمهمه عمل ولن يأتي قبل أيام..وابنتها لا تهتم 

هذه فرصتها الاخيره للانتقام من ابنة عدوها، وعدوتها..

اشتعلت عيناها بالحقد والكره..ومدت يدها تقتلع ذلك الهاتف التي اخفته خلف ظهرها..

يد قويه انتزعت الهاتف من يدها، تبعتها بسيل من السباب والتهكم عليها..

دموعها كانت الاجابه الوحيده التي استطاعت الرد بها علي كل تلك الإهانات…كعادتها تصمت وتسمع..وكأنها صماء بكماء..

اسشتاطت والدة يزيد غضبا من صمتها، فدفعتها بقوه علي الفراش صارخة بها..

وقذفت الهاتف أرضا، وسحقته باقدامها..

_ وادي التلافون يابت الفرطوس انتي..أن مخليتها سواد عليكي ده مابجاش إني…

_ اااه

كانت تلك الااااه الوحيده التي خرجت منها قبل أن تقترب منها حماتها وتصدم بالدماء التي أغرقت الفراش خلفها..

نظرت لوجه ليليا بذعر قبل أن تعود للخلف مسرعه بعدما انقطعت انفاسها ، ومنها لخارج الغرفه بأكملها..

_ يامري..ياواقعه مربربه..

********

القي نائل مجددا ذلك السي دي بوجهها، بعدما أشبعها تعنيفاً اعتادت عليه

_ انصحك تلك المره بمشاهده ما به ساليمه كي لا تعيدي البحث عن ذلك القذر..لقد حذرتك من قبل، ولكن لا فائده..

لا تظني اني اعطيكِ فرصه لإصلاح فعلتك ..لا أنا سأفعل علي الفور..

انتي لا تعلمي بعد من انا…انا الجحيم بعينيه..

تركها ورحل..بينما ظلت ترتجف هي بعدها لساعات حتي تشجعت أخيرا، ودفعها الرعب لمشاهده السي دي..

جلست علي فراشها تنتظر البدء، لكنها سرعان ما شرعت بلطم خديها وهي تري نفسها بطلة أحدي افلام الاباحية…

_ يامصيبتي..يا مصيبتي. 

يتبع..

بداية الروايه من هنا الفصل الاول حتى الفصل العاشر



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق