اقرأ المحتوى بدون اعلانات والمزيد من المميزات عند الانضمام للتليجرام (دوس هنا)

Uncategorized

رواية وجهان لامرأة واحدة الفصل الرابع 4 بقلم داليا السيد

اقرأ المحتوى بدون اعلانات والمزيد من المميزات عند الانضمام للتليجرام (دوس هنا)


الفصل الرابع

طعنة

غرفتها كانت رائعة حقا وكأنها بحلم جميل لا تريد أن تستيقظ منه، غرفة من الزمن الجميل، فراش بأعمدة خشبية منحوتة بشكل رائع وتدلت عليه ستائر من الشيفون الوردي المناسب للون الجدران التي تغطى جدار منها بدولاب بنفس خشب الفراش ونفس النقوش الرائعة وعلى الجدار الآخر وضعت مائدة الزينة وعليها كل ما يلزم لأي امرأة، نافذة مرتفعة مغطاه بستائر مماثلة للتي تحيط بالفراش، الجدار الثالث كان للمكيف وأسفله لوحة رائعة لامرأة فاتنة الملامح نائمة كالملاك على فراش وثير، وبنهاية الجدار باب آخر

نست وجود صفاء التي قالت “هذا الباب يفصلك عن غرفة مدام دولت كي يمكنك متابعتها من هنا، وهذا الباب يؤدي للحمام ولكن هو حمام مشترك مع الغرفة الأخرى وهي خالية بالوقت الحالي وبابها مغلق، هل تريدين أي شيء؟”

التفتت لها بوجه متورد من الخجل وقالت “أفضل من كل ذلك؟ لا أعتقد”

ابتسمت صفاء ابتسامتها العملية وقالت “هناك زر بجوار الفراش لاستدعاء الخدم”

كادت تذهب ولكن عهد سألتها “هل تقيمين هنا؟”

التفتت لها وقالت “كان هذا هو شرط سيد ليث، أن كل العاملين يقيمون بالبيت هو لا يحب التغييرات الكثيرة ويفضل وجود الجميع عند الطلب”

هزت رأسها فهو ما فعله معها هي الأخرى، لم يفضل ممرضات مختلفات بل أراد واحدة مقيمة، خرجت صفاء بهدوء مغلقة الباب خلفها وظلت عهد واقفة بمنتصف الغرفة لا تعرف ماذا يحدث لها حتى استوعبت ما كان فالتفتت حول نفسها باحثة عن ملابسها فتحركت للدولاب لتجدهم وقد وضعهم أحدهم بالمكان فأخذت ملابس نظيفة وتحركت للحمام الذي لم ترى مثله من قبل وتوقفت تلهث من جماله قبل أن تقف تحت المياه الدافئة وتتمتع بها..

نامت كثيرا ولم يوقظها أحد بل نهضت وحدها لتجد أنها بعد الظهيرة رفعت شعرها الذهبي لأعلى واغتسلت وأدت فريضتها ثم ارتدت ملابسها البسيطة وتحركت للخارج حيث كان المكان صامتا بلا حركة فنزلت وعندما لم تجد أحد نادت

“مدام صفاء”

صمتت وهي تنظر للمكان الذي خرجت منه صفاء بالأمس حتى رأتها تخرج بملابسها الأنيقة وابتسامتها العملية وتقول “مساء الخير آنسة لم نشأ إيقاظك هل تريدين تناول أي طعام؟”

احمر وجهها من أدب المرأة التي شعرت بحرج عهد فقالت “لا تتردي بطلب أي شيء مني فهذا عملي”

هزت رأسها وقالت “حسنا أنا بالفعل جائعة”

أحنت صفاء رأسها وقالت “يمكنك الانتظار بغرفة الطعام”

كادت تذهب ولكن عهد قالت بسرعة “لا، أقصد لم لا أتناوله معك بالطبخ لا أريد البقاء هنا وحدي”

نظرات صفاء كانت تنم عن الدهشة وهي تقول “أنتِ ضيفة وهذا لن يعجب سيد ليث”

قالت بلا مبالاة “ربما هو لا يهتم بممرضة، هل نذهب؟”

وتحركت تجاهها فلم ترفض صفاء وهما يتحركان للداخل بذلك الممر الذي امتلأ بالأبواب المغلقة حتى وصلا نهايته باب كبير فتحته صفاء لترى هي مطبخ كبير كمطابخ المطاعم ومجهز بكل شيء وهناك ثلاث رجال يرتدون ملابس الشيف لا تقل أعمارهم عن الأربعينات، اثنان يعملان والثالث يجلس وبدا أكبرهم عمرا وبيده قدحا يتناوله

توقف الجميع عن الحركة برؤيتها واتجهت لها الأنظار فقالت صفاء “الآنسة عهد؛ الممرضة”

هز الجميع رؤوسهم لتحيتها وأكملت صفاء “عم علي هو كبير الطباخين هنا كان يعمل بأفخم المطاعم، عم سعد وهذا عم محمود”

هزت رأسها لهم وقالت برقتها المعهودة “تشرفت بكم جميعا هل يضايقكم وجودي؟”

نظروا لبعضهم البعض حتى قال علي “هذا ليس مسموح به يا آنسة”

قالت “أعلم ولكني لست من أصحاب المكان فمن سيهتم؟”

نهض علي وتحرك تجاهها بجسده الرشيق رغم وضوح العمر على تجاعيد وجهه ونظر لها بعيون سوداء قاتمة وقال “السيد ليث يهتم بالجميع يا آنسة”

قالت بارتباك “أعلم ولكن هو لن يتضرر عندما يعرف أنها رغبتي”

صمت علي بينما قال محمود “دعها يا علي فهي لن تبقى هناك بمفردها عندما يصل الجميع لن تجلس هنا”

كانت قصيرة بالنسبة للرجل هي أصلا قصيرة بطبيعتها وهي لم تهتم بينما قال الرجل “حسنا ولكنها لن تكون مسؤوليتي أمامه”

عاد لمكانه بصمت بينما ابتسم محمود لها فهزت رأسها له بامتنان بينما كانت صفاء تخرج لها الجبن والخبز المحمص والمربى وقالت “تفضلين البيض باي شكل؟”

قالت وهي تجلس أمام الطعام “سأكتفى بالجبن والمربى شكرا لكِ”

تناولت الطعام بشهية اندهشت منها ورأت صفاء تضع لها كوب من العصير فلم تعترض وعندما انتهت من الطعام والعصير كان الجميع مشغول بما يفعله

تراجعت بمقعدها وصفاء تضع لها كوب من الشاي وقالت “هل تريدين حليب؟”

هزت رأسها بالإيجاب فوضعته لها وقالت “السكر أمامك”

كادت تبتعد ولكنها قالت “منذ متى تعملون هنا؟”

وبدأت الحديث الذي اندمج به الجميع وتشاركت معهم بكل شيء بالمطبخ وتناولت معهم الغداء ومنحت صفاء قائمة بما تحتاج له من أجل دولت وأمضت اليوم التالي بنفس الراحة ولكنها تجولت قليلا بالحديقة واكتشفت حمام السباحة الذي كان خلف الفيلا والمكتبة الرائعة بالكتب القيمة وتمتعت حقا بصحبة الجميع كما كانوا هم أيضا مستمتعين بها وقد كانت أصغرهم سنا بسنواتها الأربع والعشرين..

باليوم الثالث رن هاتفها بالصباح الباكر وقد عرفت اسم رحمة التي هاتفتها من قبل وعرفت أن الحديث عنها قد توقف أخيرا ونساها الجميع بسرعة

أجابت الهاتف “أهلا رحمة كيف حالك؟”

أجابتها الفتاة “بخير عهد وأنتِ؟”

تحركت بغرفتها لترى النهار الجميل يحيطها وقد أحبت المكان بالفعل خاصة الهدوء والسكينة من حولها، قالت “بأفضل حال رحمة”

سمعت صديقتها تقول “ألن تخبريني أين أنت وماذا تفعلين الآن؟”

قالت وهي تبعد خصلاتها عن عيونها “سأفعل ولكن فيما بعد، أخبريني كيف حال المرضى والعمل؟”

ردت رحمة “لا جديد ولكن تلك المرأة وابنتها سيخرجون غدا دكتور منصور تشاجر مع ابنها الصغير بالأمس وكاد يترك الحالة لولا تدخل دكتور عزت”

اندهشت وقالت “وابنها الأكبر أين هو؟”

ردت رحمة “لا أعلم، رأيته مرة واحدة منذ رحيلك واختفى من بعدها ومعاذ هو المتحكم وهو لا يجيد أي شيء”

اندهشت من اختفاؤه ولم تعرف هل من حقها أن تهتم به؟ سمعت رحمة تناديها “عهد هل ما زلت معي؟”

قالت “نعم، نعم ما أخبار الباقين؟”

انتهى الحديث بينهم وما أن أغلقت حتى رن الهاتف مرة أخرى برقم غريب فأجابت لتسمع صوته يقول بهدوء “هل وصلت الأشياء التي طلبتها صفاء؟”

لم تعرف لماذا دق قلبها لسماع صوته ولا لماذا جف حلقها وارتبك لسانها وهي تجيب “نعم، بالأمس”

عاد يكمل “أمي ستخرج غدا مع بريهان عليك بالتأكد من أن كل شيء جاهز”

أجابت “حاضر ولكن لابد أن تحصل على تعليمات الطبيب من أجلي”

قال بثقة “ستتلقينها منه بنفسك، دكتور منصور سيكون موجود غدا بالثانية عشر ظهرا لمنحك التعليمات اللازمة”

لا تعلم لماذا اندفعت تقول “وحضرتك ستكون موجود؟”

صمت أجابها للحظة وشعرت بوجهها يتوهج من الحرارة والندم على سؤالها عندما أخيرا أجاب “نعم”

رغم شعورها بالإحراج إلا أن السعادة تسربت لها وعاد يقول “هل تأكدت أن لا شيء مفقود؟”

قالت “نعم فقط ربما دكتور منصور يضيف أشياء أخرى ووقتها سأبلغ حضرتك”

أجاب بهدوء به بعض العجلة “تمام، إلى اللقاء”

وأغلق دون انتظار الرد منها، نظرت للهاتف وسجلت الرقم باسمه وما زالت تتذكر صوته القوي بل واستعادت ملامحه التي تحفظها جيدا ولا تعلم لماذا أصبح يشغل ذهنها إلى هذه الدرجة

تأكدت للمرة الثالثة من غرفة دولت وبريهان وراجعت مع صفاء كل شيء وتحركت لفراشها مبكرا حتى تأخذ آخر قسط وافر من النوم قبل أن تبدأ عملها الجاد من الغد

استيقظت مبكرا جدا كما كان كل من بالبيت وعلى العاشرة كانت ثلاث سيارات منها اثنان تعرفهم لمعاذ وليث والثالثة عرفت أنها خاصة لنقل الأم، أسرعت بعد أن ارتدت الرداء الأبيض للتمريض والطرحة البيضاء ووصلت إلى الرجال الذين كانوا يخرجون الأم من السيارة وسمعت صرخة من الأم فأسرعت إليهم دون أن تنتبه لمعاذ ولا ليث وهي تهتف

“انتظر، لا تحملها هكذا”

تراجع الرجل ناظرا لها ثم لليث الذي هز رأسه فابتعد الرجل وهي تتقدم دون تردد وتعاملت مع المرأة بطريقة محترفة ولم تهتم بكلمات معاذ وهو يقول “أنتِ”

بينما قالت الأم “أنا أعرفك”

قالت وهي تنظر للرجل كي يبدأ مساعدتها “نعم كنت بالعناية مع حضرتك”

ورفعها الاثنان سويا ليضعوها على الفراش المتنقل فتحرك بها الرجلان واستوقفها معاذ يقول “كيف أتيت هنا؟”

نظرت له بينما سمعت ليث يقول “هل تتركها لعملها؟”

تركتهم لنظراتهم النارية وتحركت خلف الرجال وصفاء تصحبهم للمصعد الكبير بينما صعدت هي السلم بسرعة لتقابلهم هناك

استقرت المرأة على الفراش مع بعض الألم ولكن عهد منحتها الراحة فقالت المرأة “أنا سعيدة لوجودك هنا يا؟ لقد نسيت اسمك”

قالت برقة معهودة “عهد حضرتك”

لم تتابع الرجلان وهم يخرجون بينما اندفع معاذ للداخل يقول “كيف وصلتِ إلى هنا عهد؟ لقد سألت عنكِ كثيرا بالمشفى ولكن”

ثم صمت وضرب جبهته بيده وأكمل وهي تجمع ما وضعته صفاء بجوار الفراش بينما عاد معاذ يقول “نعم لقد نسيت، الجميع تحدث عن علاقة ما بينك وبينه لذا أحضرك هنا أليس كذلك”

توقفت عما كانت تفعل لتنظر له بقوة بينما رأت ليث يقف على باب الغرفة وينظر له بنفس القوة ويقول بغضب “لا”

التفتت الأنظار له وهو يتقدم للداخل ونظراته تحركت إلى صفاء التي تحركت إلى الخارج على الفور بينما توقف هو أمام معاذ الذي قال “لا!؟ ووجودها هنا؟ وما قاله العاملين هناك عنكم؟”

أجاب بنبرة حازمة “كذب، خطة محكمة للإيقاع بها وطردها من العمل بفضيحة هي بريئة منها”

ولكن معاذ لم يقتنع وقال “فأتيت أنت بها هنا”

التفت لوالدته وقال “لأنها الأفضل بشهادة الأطباء، هل ينقصك شيء عهد؟”

ابتلعت دموعها وهي تبعد عيونها عنه وقالت “لا، فقط لا أجد دواء مع الأشياء”

تقدم لجوار الفراش وقال “دكتور منصور على وصول وهو من سيمنحك كل المطلوب هل يمكنك إلقاء نظرة على بريهان”

رفعت عيونها له فكانت نظراته جامدة لا تمنحها أي معاني فهزت رأسها وتحركت للخارج بينما التفت هو إلى معاذ وقال بغضب واضح “إياك والتحدث معي هكذا أمام أحد هل تفهم؟”

تقدم معاذ منه بنفس الغضب وكأنه يتحداه وهو يجيب “أنا أتحدث كما أشاء”

رفع اصبعه بوجهه محذرا وهو يقول “إذن لا تلومني لم يمكن أن أفعله وقتها كرد فما زلت أخيك الأكبر”

ولكن معاذ لم يهتم وهو يهتف “أخي الأكبر، هذا لك أنت أما أنا فلن يجدي الأمر معي شيء وليس لأننا ببيتك ستتحكم بنا، لا لن يكون”

ولكن ليث لم يتراجع عن غضبه ولكن الأم قالت “كفى معاذ”

كان التحدي واضح بعيون معاذ ولم تبدو أي معاني بعيون ليث ولكن معاذ عاد يقول “لا ماما، لن أتوقف لأني لم أنسى أنه سبب كل ذلك”

ظل ليث صامتا بينما الأم قالت “حتى لو لا تنسى أننا لم يعد لنا سواه”

التفت معاذ تجاهها وقال بنفس الغضب “كيف يمكنك فعل ذلك؟ كيف تقبلين أن يكون هو من نلجأ له وهو سبب كل ذلك؟ ألا تنظرين لنفسك وما وصلتِ له؟ أنت أصبحتِ امرأة عاجزة”

صفعة قوية أصابته على وجهه جعلته يتوقف وهو يحاول أن يستوعب ما حدث وشهقة من الأم مختلطة بأخرى من عهد التي رأت ما حدث وهي على باب الغرفة دون أن ينتبه لها أحد وليث يقول بغضب

“كفى لا أريد أن أسمع كلمة واحدة منك هل تفهم؟”

ولكن معاذ رفع ذراعه وسدد لكمة قوية تجاه ليث الذي تفادها بانحناءة مرنة للخلف ثم تراجع بجسده كله خطوة للخلف مستعدا لهجوم آخر وهو ما فعله بالفعل معاذ حيث استعاد توازنه والتفت ليوجه لكمة أخرى لليث الذي لف يده على ذراع معاذ التي كانت مندفعة له ثم لف ذراع أخيه حول رقبته وجذبه تجاهه بحيث اصطدم ظهر معاذ بصدر ليث وذراع معاذ ملتفه حول عنقه ومقيدة بقبضة ليث الذي قال

“بالمرة القادمة لن أقيد ذراعك حول عنقك فقط”

حاول معاذ تخليص نفسه بينما قالت الأم بتعب من بين دموعها “كفى، توقفا أنتما الاثنان”

أطلق ليث سراح أخيه دافعا إياه بعيدا بقوة كادت توقعه أرضا وهو يحاول التنفس بصعوبة وعدل ليث من جاكته وربطة عنقه ورفع نظره ليراها أمامه وقد شحب وجهها فقال

“هل انتهيت من بريهان؟”

ظلت واجمة دون أن ترد عندما تحرك تجاهها ووقف أمامها وقال “عهد هل تسمعيني؟”

وأخيرا سمعته فهزت رأسها فقال “الخلافات العائلية لا تنتهي”

لم يكمل كلماته عندما وجدها تصرخ وتدفعه بعيدا ولا يفهم سر ما فعلته إلا بعد أن رأى ذلك السكين الذي كان بطبق الفاكهة يسقط على ذراعها فتصرخ من الألم وتراجع معاذ الذي كان يقصد أخيه بالطبع ثم أسرع خارجا من الغرفة بينما أسرع ليث لعهد التي أمسكت ذراعها اليسرى والدماء تنساب منها وهتف بها

“هل جننت لتفعلي ذلك؟”

خلع جاكته وجذب ذراع قميصه ومزقه بقوة ثم قال “هذا سيؤلمك”

وهي كانت تدرك ما يفعل ولكنها كانت تشعر بدوار يكاد يأخذها وهي تقاوم ولكن الألم الذي أصابها عندما ربط ذراعها بقوة جعلها تتمايل وتشعر بالغثيان فأسندها وجذبها تجاه المقعد المجاور وتركها تنهار عليه وهو يعود لجاكته ليخرج الهاتف وأمه تهتف به

“هل هي بخير؟”

كانت تسمعهم وهتفت “عصير”

عاد لها وكررت كلماتها فالتفت ليرى العصير فأحضره لها وجذب جسدها لصدره وساعدها على تناول البعض وهي ما زالت تقاوم الغثيان ثم هتفت بين ذراعيه “أنا بخير، دكتور، منص، منصور”

هز رأسه وما زال يمسكها بذراع وذراعه الأخرى تضغط على الهاتف حتى سمع صوت منصور يقول “أنا بالطريق سيد ليث أمامي”

ولكن ليث هتف به “بسرعة يا دكتور عهد أصيبت بجرح وهي تنزف بغزارة”

سمع منصور يقول بفزع “يا الله! أنا سأصل بأسرع ما يمكنني، اضغط على الجرح بقوة وامنحها سكريات كي تظل بوعيها”

وهي كانت بالفعل تقاوم بشجاعة وحتى الألم كانت تحاول ألا تذكره وربما وجودها بين أحضان ذلك الرجل منحها قوة غريبة لم تعرفها من قبل وسمعته يقول

“عهد هل ما زلتِ معي؟”

هزت رأسها وقد جف حلقها وقالت بصعوبة “نعم”

سمعت الأم تقول “خذها لمكان أفضل من هنا ليث”

بالفعل حملها بسهولة وترنح جسدها الصغير بين ذراعيه وسقط رأسها على صدره وشعرت بصلابته وسمعت دقات قلبه المتسارعة وللحظة شعرت بأنفاسه على جبينها وتمنت لو تظل هكذا للأبد

وضعها بفراشها ورن جرس الخدم وعدل رأسها وهتف “عهد كيف تشعرين؟”

حاولت فتح عيونها ولكن الظلام كان يجذبها له وهي ترد بصعوبة “بالبرد”

ولم تعد تشعر بأي شيء بعد ذلك، بينما انتبه هو إلى أنها فقدت الوعي وصفاء تدخل الغرفة بفزع من منظر الدماء وقالت “ماذا حدث؟ ما هذه الدماء؟ يا إلهي إنها عهد”

كان يجري اتصالات فلم يجيب صفاء وسرعان ما وصل منصور وأسرع إليها ليرى ما يمكنه أن يفعل..

يتبع..





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق